عن الكفاءة في مواجهة القبح / دداه فاضل.

 

يحق لهذه الأرض أن تفخر بنماذج إنسانية ووطنية رائعة ونادرة أثبتت ـ على مرّ الأيام وتوالي التجارب ـ جدارتها العالية واقتدارها المشهود في جوّ يحفل بالغوغائيين على اختلاف أشكالهم وألوانهم. ومع أن هذه الشخصيّات التي تحمل على أكتافها، وحيدة، عبء وطن بأكمله، ظلت تعمل بصمت وإخلاص ونكران ذات، في حدود واجباتها وإمكانيّاتها بعيدا عن أضواء الشهرة الزائفة، وصيحات الهتاف الفارغ، ورغم أنها تكتفي براحة الضمير النابعة من صدق العطاء الذي لا يريد صاحبه جزاء ولا شكورا، فإنها لم تسلم ـ رغم كل ذلك ـ من  أسافل الجوقة الغوغائية التي يضايقها على ما يبدو

ويؤذيها ويؤلمها أن ترى إنسانا وطنيّا يعمل بجدّ وإخلاص لخدمة بلاده، لأن استحضار الجمال يفضح القبح، وممارسة العمل الجاد والملتزم والشّفاف تطرد شياطين الفساد والمحسوبية…

لهذا فلا غرابة إذن، أن تخرج هذه الشياطين من كهوفها القذرة لتنهش في أعراض الشّرفاء من أبناء هذه البلاد بأكاذيب وترهات باطلة.. كالعادة!  ولتهاجم بمنتهى الشّراسة والدناءة أناسا يشهد لهم جميع الموريتانيين بالصدق والإخلاص والاستقامة الشخصية والمهنية، وتشهد لهم فوق ذلك سيرهم النّاصعة الشّفافة، وذكرهم الطّيب على كل الشّفاه!

ليس صدفة أن تستهدف مليشيات البشمركة ومواقع (أعطيني) مسؤلين و وزراء (أو وزيرات) أكفاء، لأنهم بما يمثلونه من روح وطنيّة بارزة       أصبحت شوكة حادّة في حلق الفساد الآثم، ما يستفز عميان الحقد المعروفون بجهلهم ونزقهم وقبح كلامهم وسفه تعبيراتهم ومجافاتهم لأصول المهنة وبديهيات المنطق.، أعني طبعا أسافل مخلوقات البشمركة، وأحطهم قدرا، وأرذلهم نفسا وأقذرهم لسانا على الإطلاق.

قد لا تحتاج تلك النماذج الوطنية الناصعة لمادح يتصدى للقادح، فالشهادة فيها مجروحة وإن كانت متواترة، وجميلها عَلَم لا تستطيع تلال القبح المتراكمة حولنا أن تخفيه أو تحجبه للحظة واحدة، وعليه فلا عزاء للبشمركة إلا الهياج الجمعي ومواصلة الأكاذيب والسّخافات والتقولات الباطلة والمثيرة للسخرية والتندر، لعلها تجدي نفعا!

إن المتتبع لمسار نهضتنا تحت القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتجلي له مدى خبث و طيش دسائس بعض المُندسين داخل النظام من ذوي الأجندات الخارجية و ربما الشخصية ذات الأفق الضيق المحدود بالمصالح الآنية .. عرقلت هذه الزمر من المندسين و المنخرطين في مفاصل النظام المسار التنموي للبلد و اللذي انتهج له فخامة رئيس الجمهورية نُهجا صلبة و ثابتة عُمدها سيادة القانون .. العدل و المآخاة .. كذا الشفافية و محاربة الفساد و المحسوبية …

إن تغلغل هذه الزمر في هيكلة و مفاصل التركيبة البنيوية للنظام الحكومي نذير شؤم على المسار التنموي كما ان استعانتها  بأقلام مأجورة و ضمائر صحفية “على عروشها خاوية” تنعب بما في خلجاتها من سيء قول و سواد سريره للنيل من أعلام الدولة و رموز المجتمع المنكبين على تأدية واجباتهم المستحقة عن “طيب خاطر” بما أتاح لهم الزمن من مقدرة .. أضحت مجابهة هؤلاء و أولئك من الضروريات الوطنية و نحن بها وكلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى