ما هي نقابة الصحفيين؟ ومن هم الصحفيون؟ بقلم/ مصطفى سيديا

غريب هو أمر الصحافة في بلدي ” وقد هانت حتى سامها كل مفلس”.

عجيب أمر صحافة تتناحر قادتها على منصب علم شؤمه سلفا، وإن استثنينا الرحلات نحو دول الجوار، وقليل من دول الخليج، فلا استفادة ولا منفعة، وأرجوك لا تحدثني عن الأهداف النبيلة، والصدق والأمانة، والمسؤولية، وأخلاقيات المهنة، لم أعد ذلك البريء المخدوع المغلوب على أمره.

قد يَسأل أحد زملائنا، أو على الأصح زملاؤكم في دولة مًا عن تعريف لنقابتكم هذي محل الحرب والحرابة، وكالعادة لم تعد عملية البحث تستند على المصدر الأصل، فكتابة اسمكم كفيلة من أن تفضح أمركم.. محكمة..صراع.. لائحة.. سرقة.. وأكيد لن يطلع هذا المتسائل المسكين على دورة لصالح خمسين صحفيا شابا، الكشف عن أفضل صحفي رياضي بإشراف نقابة صحفيي موريتانيا، نقيب الصحفيين يوضع في السجن بسبب مناصرة مظلومين في… نقابة الصحفيين تتسب في تعطل مؤسسة اعلامية لا تحترم عمالها…إلخ. عجبا لنقابة همها الصراع، عجبا لمتطوعين عفوا بل وارثين، همهم المنصب وانتشال وتنقية حقل هم لب دائه، وعائق دوائه.

أرجوكم كبروا معي عشرا على نقابة للصحافة لا تميز بين مصطلحي القرصنة والانتحال، نقابة هزلت حتى لم يعد لأي من ربانها حق الاحترام لا للسلم الإداري ولا للأخلاق.

أرجوكم فكروا معي قليلا، في نقابة تقول سنجري مؤتمرا في وقت ما، و تهزل حتى يتجرأ بعض المومنين بها، الموقنين بجدوائيتها، على أن يرمي كل تلك المبادئ والقوانين عرض الحائط، ويقول لا بل سيكون في وقت كذا، دون نسخ للقرار الماضي بل كفرا به، برغم ناطقيه. من قبل كنتم تعلمون ما وصلت له صحافتنا من دونية، وازدراء، وانحطاط بفعل روادها، أقول روادها.. فلا يعدوا الأمر أن يكون بين اثنتين.

1-إما أنهم فعلا هم السبب، ولا جدال إذا، فلتبقى في الحضيض لحين، وتسكن المستنقع محطمة كل الأرقام نحو الأسفل.

2-وإما أنهم (معصومون)، أو منزهون، أو ليسوا سبب -ما أصبح إجماعا من سفالة الحقل، ودونية الصحفي فهذه أشد -، لأن السكوت على الباطل باطل، والأولى التصدي لحملات تشويه الحقل، والوقوف في وجه المشككين، وإبراز الوجه الناصع للصحفي النبيل الناصح لوطنه، والمقتنع بمهنته، والمضحي، وهذا ما لم يتحقق للتو، فإلام أنتم نائمون. اليوم ونحن وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تنابز وتشاجر، حان الوقت لأن نتساءل عن ماهي نقابة الصحفيين، ومنهم الآن متبنون ومتشدقون، ليسوا على الإطلاق متوحدون لا في تعريف النقابة ولا من ستدافع عنه، وبالتالي حددوا عينات الصحفيين، وانتمائاتهم وأطماعهم وقبائلهم وأحزابهم واديولوجياتهم لتعرفوا بناء على ذلك عن من ستكونون نقباء لهم، فلم يعد هنا صحفي بصفة زميله الآخر، ولا أحد يستطيع حرمانك من صفة تطلق على الغث والسمين، على المتصف والمجهول، فما أنا إلا من غزية… حددوا أولا من يحق له أن يحرم الصحفي من أن يكون صحفيا، قبل أن تحاولوا وضع حد للانتهاكات، أو للتنقية أو للإصلاح، فلم يعد هنا من يحس بسابق يستحق الاحترام، فالصحافة ستولد من اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى