ارتفاع جنوني لاسعار الذهب بجنوب الجزائر

 
قفزت أسعار الذهب بولايات الجنوب الجزائري، لا سيما  بمحافظتي تمنراست وإيليزي جنوب الجزائر إلى أكثر من 7000 دج حوالي 33اورو  للغرام الواحد خلال الفترة الأخيرة، بعد تراجع كميات الذهب الليبي الذي كان يستفيد سكان الولايات الجزائرية المتاخمة للحدود من عامل الوفرة ويقتنونه بأسعار لا تتجاوز 3000 دج.
كشف رئيس إحدى شبكات المتاجرة بالذهب بتمنراست في حديث لـ” موقع شواطئي ”، أن تجارة الذهب بالمنطقة تراجعت كثيرا نظرا لنقص كميات الذهب، وتراجع أهم مصدر للتموين كما كان عليه الحال أيام حكم العقيد القذافي أو حتى بعد اندلاع الأزمة وتهريب أطنان منه نحو الجزائر ومالي والنيجر ومنها إلى دول أخرى، مؤكدا أن الكميات التي دخلت إلى الجزائر أيام الصراع المسلح بين الكتائب الموالية للقذافي والثوار تبقى قليلة جدا مقارنة بما تم تهربيه إلى باقي دول الجوار.
وأضاف ذات المصدر أن عصابات تهريب الذهب بدورها تراجع نشاطها بالمنطقة، بعد أن كانت في وقت سابق بوابة التهريب نحو دول العالم في شتى الممنوعات بما فيها السموم البيضاء، الأسلحة والذهب، مستفيدة من عامل شساعة المساحة وطول الشريط الحدودي وصعوبة التضاريس، والأهم صعوبة الاتصالات، لدرجة أن جهاز الاتصالات الخاص بقوات الأمن على اختلاف أسلاكها “الجهاز اللاسلكي” لا يعمل بهذه المناطق. لكن مع الوقت نفدت سبائك الذهب التي هرب منها أطنان، واضطرت العائلات الليبية إلى بيعها تحت وطأة الظروف الاقتصادية الناجمة عن الأزمة وعدم استتباب الظروف الأمنية. وعبّر توارڤ تمنراست في حديث مع “مع موقع شواطئي ميديا” عن عميق استيائهم من الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب خلال الأسابيع الأخيرة، وإجبارهم على دفع الملايين في غرامات قليلة جدا من الذهب للعروس كما تقتضيه عادات وتقاليد العائلات الجزائرية، في وقت كانت فيه المرأة تملك كميات وافرة من الذهب القادم من ليبيا بأسعار مقبولة جدا.
ويرجع تجار المنطقة أسباب ارتفاع أسعار الذهب إلى قاعدة العرض والطلب، حيث قلة كميات الذهب بالمنطقة رفعت أسعاره بطريقة جنونية، إلى جانب أن الكثير من التجار يفضلون تخزينه في فصل الشتاء، لبيعه في فصل الربيع والصيف بأسعار أغلى، مؤكدين أن ارتفاع أسعاره بالمنطقة لا علاقة له بصفة مباشرة بما تعرفه أسعار الأسواق الدولية وانعكاساتها على السوق الوطنية، لأن للمنطقة خصوصية كبيرة ولا تتعامل بصفة مباشرة مع السوق الرسمية، فغالبية التجار غير قانونيين.
 
الجزائر.بن ايعيش الشيخ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى