الموريتانية : شعر: الكاتب الصحفي :مصطفى قطبي

اسألوا الشطآن والوادي وأعماق البحار
اسألوا ظلمة ليل، اسألــوا نور النهار
اسألوا نجماً بأفق، اسألوا ما في البراري
ردها قول وجيز، هو أنّـــي موريتانية
***
اسمعوا عصف رياح في شماريخ الجبال
اسمعوا قوماً تفنـوا فوق أسنام الجمال
اسمعوا همساً خفياً صادراً من ذي الرمال
كلها تعزف لحناً: هو أنّـــي موريتانية
***
اسمعـــوا قصفاً لرعد، وثغاء للشياه
وصهيــلاً لخيـول، وخريـراً للميـاه
اسمعــوها بترو وبمجــد وانتبـاه
تجدوا الأصوات رمزاً: قال: أنّي سعودية
***
اسألوا الراحل فوق العير من عهد سحيق
ما الذي يسمع من قوم على عرض الطريق؟
ما الذي يعرف عن أصل مديـد وعريـق؟
ردد الراحـل قولاً: هو أنّـــي موريتانية
***
اسألوا الظبـي الذي يرتع ما بين السهول
واسألوا التائه في البيــداء من غير دليل
اسألوه كل حيــن فــي ذهاب وقفـول
ينبر الرد سريعاً: هو أنّــــي موريتانية
***
اسألوا التاريخ ينبئكم بما بين السطــور
عن خفايا قد تناست بين أحضـان الدهور
وإذ بالأمر يبدو بعد بعث ونشــــور
يتجلى بوضوح: هو أنّــــي موريتانية
***
اسألـــوا عن جدودي السالفين الأولينا
من هنا ساروا بركب: وهنا كان العرينـا
من هنا خاضـوا جهاداً يوم هبوا منجدينا
أو ما يثبت هذا؟ أن أكــون موريتانيـة
***
أنظروا ثوبي ولوني واسمعوا لفظ لحني
وخذوا العادات منــــي كمثال للبيان
واجعلوا العقل كمقياس قويم للمعانــي
تجدوا الأمر جلياً: هو أنّــي موريتانية
***
أو ينسى النهر يوماً أنّه من ذي البحار؟
أو ينسى الظبي يوماً أنّه ظبــي القفار؟
أو ينسى الصبح أصلاً له من نور النهار؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى