حكومة الزجاج… وساسة الورق….بادو ولد محمد فال امصبوع.
وزراء مقربون… وآخرون مبعدون… حكوميون أصدقاء… وآخرون ضمن قائمة الأعداء… والنتيجة واحدة عنوانها ” تشويه صورة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز”…
هي سابقة في تاريخ البلد أن تتحول الحكومة من منظومة واحدة لا تتجزأ… يشد بعضها بعضا… تسير في ذات الاتجاه… وتعمل لتحقيق ذات الهدف…. إلى ميلشيا متصارعة يغذي صراعها من يفترض أنه حامي حمى الحكومة وممثل الرئيس فيها… وهنا أقصد الوزير الأول الحالي السيد يحيى ولد حدمين…
فالحكومة التي لم تشهد طيلة السنوات الست التي أدارها فيها الوزير الأول السابق الدكتور مولاي ولد محمد لغظف أي خلاف بين أعضائها، راسمة صورة مثالية لحكومة متكاملة – حتى في الوقت الذي كانت فيها ائتلافية-، تستشري اليوم بين أقطابها خلافات وصراعات باتت بادية للعيان، وليت الخلاف كان يدور حول المصلحة العامة للبلد، بل على العكس تماما فالخلاف المتفاقم لا يتعدى مرحلة الحرب النفسية الداخلية بين الوزير الأول وهاجس الديمومة على المقعد الوزاري الأول.
هاجس تحول إلى كابوس لدى الوزير الأول فنسي وهو في أتون حربه الداخلية بامتياز، أن الوزراء ليسو وزراء أشخاص وحتى وإن كانو هم من عينهم، بل هم شخصيات وازنة حظيت بالتزكية من رئيس الجمهورية، و أي مساس منهم أو تنقيص لهم يعتبر إهانة للرئيس نفسه، وهنا تكمن المشكلة، لأن الثقة لا تتجزأ تماما كالحكومة الناجحة.
صراع الوزير الأول مع هاجس الريبة والشك دفعه إلى محاولة التنقيص من قيمة مشروع أمل الذي يعتبر حماية للثروة والبشر، والملجأ الآمن الوحيد لفقراء موريتانيا في ظل الغلاء العالمي للأسعار، فبات يحاربه كما لو أنه عدو يقف أمام الديمومة على الكرسي الوزاري الأول، لمجرد أن البرنامج يحسب لسلفه الوزير الأول السابق الدكتور مولاي ولد محمد لغظف.
فإلى أين ترى نسير تحت ظل حكومة الميلشيات المتصارعة… التي باتت تشل مصالح الأمة !!؟…