تسول الأطفال: بقلم الصحفية طربى محمد فال.


إن ظاهرة التسول لدى الأطفال أصبحت متفشية بشكل ملفت في أنواكشوط ،خاصة وأننا في مجتمع عرف قديما بالتكافل الإجتماعي بين جميع الناس ،ولكن هذا التكافل شهد تراجعا كبيرا مما أدى إلى الشعور بعدم العدالة مما ساهم في تفاقم وأنتشار ظاهرة التسول التي بدورها لها عدة أبعاد متداخلة منها البعد الإقتصادي والتربوي والإجتماعي وغيرهم ومن أسوء مظاهر التسول هو إقحام الطفولة في هذا الميدان القذر الذي سلب البراءة والحياء من عيونهم الحزينة حتى أصبحوا يتفننون في الكذب والإستجداء والتحايل من أجل إثارة الشفقة والحصول على المال، إذ لابد من وجود حلول وآليات لمحاربة التسول الذي اصبح من السمات البارزة أمام وداخل المساجد والأسواق وعند عتبات المستشفيات وحتى عند المقابر أين دور الدولة ومنظمات المجتمع المدني التي يفترض أن تضع خطة محكمة لمجانية وإجبارية التعليم وتتقصى الجهات التي ترسل الأطفال لإمتهان التسول وتقوم بمعاقبتهم على هذا الجرم الذين يرتكب في حق الطفولة التي يراد لها أن تدمر سواء عن قصد أو عدمه ،قد يكون وراء تسول الأطفال شبكات إجرام عابرة للحدود تستغل فقرهم لتدمير المجتمع من الداخل وذالك من خلال السرقة والمخدرات هذه الشبكات معروفة بسرقة أحلام الطفولة والحد من طموحاتهم وحدها في لقمة عيش مغمسة بطعم الرذيلة ،لذا الكل مسؤول عن حماية جيل الغد من السقوط في براثين الرذيلة وأن يشيع ثقافة العلم والعمل اللذان يحدان من شرور الجهل والفقر, فكيف بطفل حرم من المدرسة وأضطر إلى التسول أو العمل منذ نعومة أظافره ماذا تكون نهايته غير الإجرام بحق نفسه وبحق الوطن وبالمجتمع ،لنعمل جميعا لتعود للطفولة برائتها وان يأهل المتسول الصغير نفسيا ويعود لمقاعد الدراسة لينعم بأجمل أيام عمره ليكون إنسانا صالحا .
طربي محمد فال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى