طلاق الخلع :حل حين يستفحل الخلاف وتحصل مشاكل عميقة بين الزوجين يستحيل معها التعايش. بقلم الصحفية : جميلة بنت اخليفة

يعتبر طلاق “الخلع آخر علاج للمشاكل الزوجية المستعصية و التى أصبحت الحياة معها تحت سقف واحد مستحيلة بين الطرفين ،و يندر هذا النوع من الطلاق فى مجتمعنا عكس المجتمعات العربية الأخرى ، مع العلم أنه تحصل منه حالات لكن في سرية تامة و دون اللجوء إلى المحاكم حرصا من بعض الأسر الموريتانية على سمعتها فقد ظلت إلي عهد قريب المشاكل الزوجية طي الكتمان أو مختصرة على المحيط الأسري الضيق لكن مع و جود وزارة تعنى بقضايا المرأة وشؤون الأسرة ولها إدارة مختصة بحل هذه النزاعات انتشر الوعي في صفوف النساء بالمطالبة بحقوقهن و التقاضى من أجل ذلك و أصبحن يدركن أن المطالبة بحقوقهن و حقوق اطفالهن أمر عادي و أن الخلاف حين يستفحل و تنسد الأبواب عن حل توافقي على المستوي العائلي يصبح لزاما اللجوء للقانون و الشرع و الجهات التى تساعد علي استرجاع الحقوق .
وبالعودة إلي الخلع نقول إنه حل حين لا يوجد حل و تحصل مشاكل عميقة تستحيل معها العشرة و البقاء تحت سقف واحد ، فمن حكمة الإسلام أن جعل الطلاق وهو أبغض الحلال إلي الله حلا حين تنعدم الحلول فلم يحرمه حتى يبقى منفذا حين يستحيل التفاهم و يصعب الإستمرار فى الحياة مع الحرص طبعا على تماسك الأسرة و عدم تفككها إلا لأمر جلل .
بعض الخلافات الزوجية تستفحل و تتفاقم في ظل عناد بعض الأزواج و رفضه للطلاق و رغبته فى اذلال المرأة حتى تخلعه و يجريدها مما قدم لها من مهر و هدايا و ممتلكات و قد يطالب باموال اكثر مما قدم .
لا نعمم هذه القاعدة فبعض الرجال لا تسمح لهم كرامتهم بمخالعة الزوجه مقابل مال لكن قد يخالعها مقابل التخلى عن حضانة أبنائها و إن لم توافق تركها معلقة.

و تنحسر ظاهرة الخلع لدى بعض المجتمعات بسبب فترة الخطوبة الطويلة التى تتيح للطرفين فرصة التعارف أكثر و الإنفصال إذا لم يحصل التوافق قبل عقد القران عكس ما يحصل فى مجتمعنا.

وعن نظرة المجتمع للمرأة التى تخلع زوجها :

تقول بعض النساء إن المجتمع ينظر إليهن بنظرة مليئة بالظلم حيث يعتقد البعض ان المرأة تخلع زوجها حين تمل منه و يقل ما في يده لتتفرغ لحب جديد أو رجل أكثر ثراء و البعض يحشرها في زاوية ضيقة بحجة انها لم تنجح مع الأول فمحكوم عليها بالفشل دائما….

و يرى كثيرون أن المرأة حين يكون لها أولاد عليها ان تنسي مشاعرها و كبرياءها و تصبر لتبق الأسرة قائمة من اجل الأطفال .

وتقول سيدة أخرى من من قابلتهن فى استطلاعى السريع هذا :

إن المرأة لا يمكن أن تطلب الخلع إلا إذا تعرضت للضرب و التنكيل و الإهانات المتكررة وهو سلوك منفر يحصل من بعض الرجال و يعد أحد الأسباب الرئيسية للخلع .
و تقول أخرى :إن إكراه الأهل للفتاة على الزواج من رجل دون إرادتها يعد سببا مهما من اسباب الخلع حين تكبر الفتاة و تدرك الفرق بينها و بين الرجل الذى أرغمت عليه و عدم التوافق فكريا و عاطفيا و تلك امور لا يهتم بها الأهل كثيرا .
و مهما اختلفت الآراء و تباينت فيبقى الخلع حلا حين تنعدم الحلول مع العلم أن الشرع وضع أسسا و ضوابط للطلاق مثلما وضعها للزواج ، فالخلع هو فداء للمرأة تفدى به نفسها حين تتعرض للعنف والقسوة وأمور تفوق احتمالها لكن عليها ان تدرك انه يتم وفق ضوابط شرعية تراعى الأدلة و القرائن التى تثبت الضرر البين بعيدا عن النزوات و الإنفعالات.

فكما ان للزواج أسساً وضوابط لا ينبغي الانحراف عنها فاللإنفصال ضوابط و أسسا يجب احترامها سواء بالخلع أو بغيره ، وقد حثت الإسلام على عدم جواز الاستجابة للخلع إذا لم يكن هناك مسببات واضحة له .
و يرجع الباحثون و الإختصاصيون الإجتماعيون وقوع الخلع إلي إساءة العشرة بين الطرفين بنية الانفصال وكراهية كل منهما للآخر و عدم الانسجام في العلاقات الزوجية و التوافق في المستوى الفكرى و العمري، والمطامع المادية التي قد تعمي البعض عن المسائل الجوهرية لحظة الإختيار .

وخلاصة القول : إن علينا جميعا أن ندرك أن الأسرة هي نواة المجتمع و بصلاحها يصلح المجتمع و لن يتحقق ذلك إلا إذا تم الإختيار السليم لشريك الحياة اختيارا يحقق الإنسجام الفكري و العاطفي و التوافق بين الطرفين ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى