ولا يزال الإسفاف مستمرا: بقلم الرفيق : لؤي الشنقيطي.

IMG-20181225-WA0003

تحدث عادة دراما رمضان عاصفة إنتقاد إعتدنا عليها كل عام وأرى أنّ الموضوع أصبح أزمة قديمة تتجدد حالها حال كل القضايا العربيه أزمات تتجدد ويشارك فيها القاصي والداني .
في الحقيقه لاتختلف الدراما العربيه عن حال الأمة المزري لا أستطيع متابعة كل ماهو موجود بالطبع ولكن تابعت حلقات متفرقه من هنا وهناك فالدراما المصريه زاخره بالكثير من الأكشن الممجوج لدرجة أن أحدها يجسد ضابط أمن دوله يصبح هدفاً لأغلب أجهزة الاستخبارات العالميه وعلى رأسها الموساد طبعاً لإعطاء المسلسل زخماً وطنياً وقومياً وجذب أكبر عدد من السذج والموضوع شبه مكرر في كل المسلسلات وهو الإرهاب على كل لم أفكر في مشاهدة الحلقات الأخيره حتى الساعه لمعرفتي بالنهايات التي لاتختلف في الغالبية العظمى للأعمال الفنيه العربيه والتي دوماً ماتهدف لتعزيز فكرة الدوله عند المشاهد المستهدف وفي مسلسل آخر لبناني الإنتاج حسب ظني والذي يجسد شخصية شاب ثري لأسرته نفوذ كبير في سهل بعلبك ويصور صراع عائلات متنافسه مدججة بالسلاح والعتاد والرجال والمبالغ فيه بشكل كبير لدرجة أنني أكاد أجزم بأن كمية النيران بالمسلسل هي كافية لتحرير فلسطين والجولان في أسبوع ومن المشاهد المضحكة أن بطل المسلسل يدخل غاضباً مكتب أحد خصومه ومهدداً إياه بقاذف صواريخ خارقةٍ للدروع وكأنه يواجه دبابة وليس بشرا فعجبت من هذه السخريه بعقولنا وفي الحقيقة لا ألوم القيميين على هذه الأعمال الركيكه بل ألوم من يشاهدها ويروج لها، بصراحه يبدو أننا لانستحق أفضل من هذا في نظرهم.

الدراما المحليه أخذت مساحة كبيره من المشاهده والتي احتل مسلسل العاصوف فيها الصداره والذي يعتبر أول دراما إجتماعيه جاده رغم بساطة القصه والتركيز على الديكورات المتقنه والتي صورت تلك الفتره ونجحت في جذب عدد كبير من المشاهدين وأعترف بأني كنت أحدهم وقد تعمد الوابلي إستفزاز شريحةٍ كبيرةٍ من المجتمع بسبب المشهد الأول مشهد اللقيط والذي كان كلمة السر في الترويج للقصه وقد نجح في ذلك حيث استدرج جهابذة التكفير والقدح والشتم على وسائل التواصل الاجتماعي لينظموا حملة شعواء ضد العمل وصانعيه ولو كنت مكانه لاستجديتُ أقربَ أصدقائي لمهاجمة العمل لأجمعَ عدداً هائلاً من المشاهدين ماكنوا ليشاهدوه لولا تلك الحملة الشعواء يبدو أنها طريقة جديدة لتسويق أي عمل فني فقد جمعَ أصحاب العمل ملايين المشاهدين لقصة عاديه تحمل ديكوراتٍ مبالغٍ فيها أحياناً وكانت هناك أيضاً مبالغة أخرى في قضية إختلاط الأقارب من غير المحارم كأبناء العمومة والخؤوله فلم تكن الصورة بذلك الشكل الفوضوي لكنه من وجهة نظري صور تلك الفتره بكل ماتحمله فصور العلاقات العائليه وعلاقات الجيره البريئة منها والمحرمه وكذلك المتدينيين بنوعيهما السلفي والإخواني والحرب البارده بين الطرفين أنذاك والرسائل الغرامية بين الأحبه ومحلات بيع أشرطة الكاسيت والتي كان أصحابها يحظون بعلاقات جيدة مع طبقة العشاق والمغرمين خاصةً كلٌ في حييه طبعاً وهو أمر أذكره جيداً ولازلت أحتفظ بعلاقات مع بعضهم إلى الآن خصوصاً أن إثنين منهما يجمعني بهما ذوق فني مشترك فنحن من عشاق الراحل المبدع فريد الأطرش وفيروز وعبدالوهاب واستغربت كثيراً من جهابذة التواصل الاجتماعي حيث كان نقدهم عاطفياً ضحلاً أغلبه سبٌ وشتمٌ وعبارات تحمل حقداً شخصياً على بطل العمل فلم أرَ مبرراً لذلك الهجوم أظنهم كانوا يريدونه أن يصور مدينة إفلاطون ويسقطها على مجتمعنا مرةً واحده.
إذ أخذ المشهد الأول جلّ النقد وكأنهم نسو أن الكبائر ارتكبت في أول عاصمة للإسلام وخير الورى عليه أفضل الصلاة والسلام كان هو من حكم فيها بنفسه وبالمناسبه من ارتكبوا تلك الكبائر كانوا من الصحابة والصحابيات ولايحتاج الأمر توضيحاً ولا مقارنةً مابين الصحابة ومن عاشوا عقد السبعينات من القرن المنصرم عموماً أعتبر العاصوف خطوة جيدة في مجال الدراما وأحسبهم يتفادون أخطائهم في الجزء الثاني من العمل .

قرأت نقداً لاذعاً أيضاً للأستاذ الأديب والشاعر والكاتب والقارئ والمقرئ والناقد يوسف الهويريني والذي لم يفسر هجومه على المسلسل سوى أنه إنتفاضة للفت نظر رفاق الكفاح القدامى الذين شغلتهم عنه الشهره والأضواء التي ظل هو بعيداً عنها لعقدين من الزمن وأحب أن أشيد بالرجل الذي يعد مثقفاً منوعاً وقد يكون ذلك هو السبب الذي جعل الرجل نسياً منسيا وهذا يقودني لقصة رواها الأستاذ بمحفل كبير حين تحدث عن قيادة المرأه والحجاب واستدل بقصة أغنية
(يمه القمر على الباب نور قناديلو
يمه أرد الباب وإلاّ أناديلو )
للراحلة المبدعه فايزه أحمد وقد أورد في حديثه كلاماً مناقضاً للتاريخ والحقيقه حينما وصف الأغنيه بالبذاءه وبأن سيدة الغناء العربي أم كلثوم رفضت أن تغنيها 1961م وهو أمر صحيح لكن السبب كان متعلقاً بالنواحي الفنيه البحته فالسيده أم كلثوم لاتتوافق طبقات صوتها مع ذلك اللحن وهو أمر يعلمه الجميع وبالفعل أثارت الأغنية ضجةً كبرى في البرلمان المصري أثارها شيخ البرلمانيين سيد جلال رحمه الله والذي قد أتحدث عنه في خاطرة منفرده وهو يستحق أكثر من كتاب في الحقيقه فقد رأي الشيخ في الأغنية إسفافاً وهبوطاً أخلاقياً ……يتبع

طابت أوقاتكم ……..

10/10/2018م
10/10/1439ه

خواطر الرفيق 😎

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى